خاص.. طبيب وخبير تونسي يكشف أهمية وفوائد السياحة الاستشفائية
أكد الدكتور توفيق خلف الله، الخبير التونسي العالمى لدي الكونفدرالية العالمية للمداواة بالمياه المعدنية ومياه البحر والمناخ مستثمر في قطاع المداواة بالمياه المعدنية، أن تونس أصبحت قبلة مميزة للسياحة الإستشفائية بالمياه ،حيث تستقطب المحطات الإستشفائية بالمياه المعدنية ومراكز إلاستشفاء بمياه البحر وأخرى للإستشفاء بالمياه العذبة سنويا مئات الآلاف من التونسيين والسياح الأجانب الباحثين عن العلاج والإسترخاء والإستجمام والرفاهية.
وأوضح الدكتور توفيق فى حوار خاص لمصر الآن، أن قطاع السياحة الإستشفائية من أهمّ القطاعات النشيطة في تونس بفضل البعدين الصحي والسياحي،لافتاً إلى أن مجال الاستشفاء في تونس له دورا صحياً هاماً يندرج في إطار منهج الطب البديل والذي أثبتته العديد من الدراسات الطبية حول التأثيرات الإيجابية لإستعمال المياه المعدنية أو مياه البحر على صحة الإنسان من خلال التخفيف من تأثيرات الأمراض المزمنة. والحد من الأضرار والعواقب الوخيمة لهذه الأمراض.
وإأشار إلى أنّ التداوي بالمياه المعدنية يساهم في معالجة التأثيرات لبعض الأمراض ويقلص من احتمال إصابة الجسم بالتأثيرات المصاحبة للأمراض المزمنة وبالتالي التقليص من إستهلاك الأدوية هذا من جانب وتنويع الأنشطة السياحية وإثرائها من جانب آخر، لافتاً إلى أن بعض المناطق في تونس تحمل تسميتها كلمة "حمام" إذ نجد أنّ نشاط العديد من الجهات التونسية يتمحور حول المحطات الاستشفائية بالحمامات المعدنية الموجودة بها.
ولفت إلى أن تونس إستفادت من تظافر عدة عوامل منها ما هو طبيعي ومنها ما هو بشري لتجعل منها نقطة إستقطاب عالمية في هذا المجال،
موضحاً أن ثروة تونس الطبيعية من منابع المياه المعدنية الساخنة تفوق فى عددها المائة منبع يتمركز في المحافظات الداخلية وهذه العيون الكبريتية يتم إستعمالها في مراكز للإستشفاء بالمياه المعدنية.
وأكد أن إستفادت بلاده من الشريط الساحلي على البحر الأبيض المتوسط بمسافة تفوق نحو 1250 كم، حيث تتركز مراكز الاستشفاء بمياه البحر وعددها 60 مركزاً وما يفوق على 244 مركزاً لنشاط الإستشفاء بالمياه العذبة، وبالإضافة إلى نجاحها في توظيف الموروث التاريخي المادي لتستوحي منه عادات وتقنيات للإستشفاء بالمياه والتدليك لتشييد مراكز للإستشفاء والإسترخاء والعلاج بمواصفات عالمية.
وأشار إلى أن تونس استطاعت إرساء منظومة تشريعية قوية مكنتها من تنظيم القطاع من خلال إصدار نصوص قانونية تضبط شروط إنشاء وإستغلال مراكز الإستشفاء بالمياه بمفهومها الواسع ومراقبتها وفقاً للمواصفات المعمول بها وطنياً ودولياً ومن أبرز ما تنص عليه هذه التشريعات ضرورة إشراف كفاءات طبية على هذه المراكز إلى جانب توظيف خريجي المدارس الصحية العليا للعمل بهذه المراكز إلى جانب وجود بنية تحتية فندقية متطورة.
وأضاف الخبير التونسي أن من أمثلة المراكز الإستشفائية، المحطة الإستشفائية بقربص من ولاية نابل وهي المحطة الوحيدة من نوعها في العالم التي تجمع بين الإستشفاء بالمياه المعدنية الساخنة والإستشفاء بمياه البحر والمياه العذبة وقد إنطلقت في إستقبال زوارها أواخر سنة 2022.
وأشار إلى قيام الديوان الوطني للمياه المعدنية والإستشفاء بالمياه بإعتباره هيئة للإشراف على هذا النشاط بعدد من الدراسات الطبية لإثبات الفوائد العلاجية للمياه المعدنية،على سبيل المثال منها دراسة للفوائد العلاجية للمياه المعدنية على أمراض الصدفية، ودراسة ثانية لإثبات الفوائد العلاجية على امراض الغضروف، وثالثة لإظهار الفوائد العلاجية لمياه المعدنية على أمراض آلام أسفل الظهر.
وأضاف أن هذه الدراسات الطبية تؤكد الفوائد العلاجية بالمياه المعدنية،لافتاً أنها تمكنت من تصنيف مختلف المحطات الإستشفائية وشكلت رافداً هاماً للتسويق لها ومكنتها من الإستجابة لمقتضيات بعض الأسواق السياحية الدولية التي تشترط مثل هذه الدراسات الطبية لتمكن مواطنيها من فرص الحصول على تكفل الصناديق الاجتماعية للعلاج بالمحطات الإستشفائية بتونس،وتقديراً لمجهوداتها وتميزها في هذا المجال مشيراً إلى أنه تم إنتخاب تونس نائب رئيس المنظمة العالمية للمياه المعدنية وعلم المناخ،كما تم سنة 2014 إعلان (جزيرة جربة) عاصمة متوسطية للإستشفاء بالمياه.
وأشار إلى أعلان المنظمة الدولية للتقييس إعتماد مواصفة الجودة التونسية 126.05 الخاصة بنشاط الإستشفاء بالمياه في إعداد ونشر المواصفة الدولية إيزو( 17680) إذ ولأول مرة تعتمد المنظمة الدولية للتقييس مواصفة عربية إفريقية. وتشكل هذه المواصفة قيمة مضافة لتأهيل قطاع الإستشفاء بمياه البحر بإعتبار أن هذه المواصفة ستمثل مرجعاً معترفاً به دولياً في الإشهاد بالمطابقة "Certification" لمراكز الإستشفاء بمياه البحر. مشيراً إلى أن تونس باتت وجهة إستثمارية واعدة في مجال السياحة العلاجية بالمياه.
وأكد أيضا ،مثلما أصبح القطاع نقطة جذب لعدد كبير من السياح فإنه أصبح أيضاً يستقطب إهتمام عدد كبير من أصحاب رؤوس الأموال حيث شهدت الفترة الماضية تكثيف المبادرات للتشجيع على الإستثمار في مشاريع السياحةالإستشفائية بفضل وجود توفير أرضية ملائمة للإستثمار حيث يضع الديوان الوطني للمياه المعدنية و الاستشفاء بالمياه الجانب الأكبر على المستثمرين بوضع أسس ومعطيات تخص الدراسات الفنية والدراسات الإستشرافية و الدراسات الهيدروجيولوجية و الجيوفيزيائية و دراسات تهيئة المناطق الى جانب الإحاطة والتأطير من قبل خبراءه ومهندسيه وذلك للحفاظ على الشكل والهندسة المعمارية لطبيعة المكان منذ تعبير المستثمر عن رغبته في دخول هذا المجال.
وأوضح الدكتور توفيق أن مشروع منطقة قربص الكبرى شمال تونس فى محافظة نابل من أهم المشروعات الكبرى التى تراهن عليها هيئة الإشراف على القطاع والمعروضة للإستثمار والتي تم الانتهاء من جميع الدراسات المتعلقة بها. ومشروع المدينة الاستشفائية بالخبايات من محافظة قابس أقصى جنوب تونس و المحطة الإستشفائية بحمام بياضة من ولاية سليانة شمال تونس.